الجمعة، 8 سبتمبر 2017

- إليزابث باثوري – كونتيسة الدم

إعداد / حسن زيدي - عطية ابو خاطر

عندما نعود بالتاريخ للوراء .. وبينما نقلب في صفحاته .. تطل علينا من حين لاخر وجوه اثمة تعلوها قترة مظلمة  لسفاحين وقتلة متسلسلين من الرجال والنساء تترك اسماؤهم انطباعاً غير محبب في النفوس  لما ارتكبته اياديهم من افعال شنيعة ..

ومن بين تلك الزمرة الشيطانية .. تبرز الكونتيسة اليزابيث باثوري لتعتلي المملكة الدموية لاكثر النساء شراً ودموية في التاريخ .



- من تكون اليزابيث باثوري

كانت الكونتيسة اليزابيث باثوري إمرأة من عائلة ذات  أصول راقية وذات سلطة ونفوذ امتد لمدة طويلة .. فقد كانت عائلتها تحكم كل من بولندا والمجر وسلوفاكيا .

 جل ما يثير الإهتمام بهذه الحاكمة هو ساديتها اللامتناهية وجرائمها البشعة التي اشتهرت بها لعقود طويلة .. تعطشها للدم أثار شهرتها بين الممالك القديمة فسميت بـ "ملكة الدم" أو "كونتيسة الدم" فقد كان تاريخها حافلا بالقتل وشرب الدماء .

ولدت باثوري في القرن السادس عشر بوجه حسن وطلة بهية، وحين قامت ثورة المزارعين رأت بأم عينها اغتصاب وقتل أختيها فيما نجت هي من المجزرة، وقد شكل هذا الحادث عقدة نفسية وأثر سلبا في مجرى حياتها .

وقد بلغ عدد ضحايا إليزابث باثوري من الفتيات العذارى الى ما يقارب 600 فتاة من الطبقة الفقيرة و 25 فتاة من اميرات الطبقة الملكية البورجوازية .

وعلى عكس اغلب القتلة المتسلسلين ، لم يكن عدد ضحاياها وحده هو ما اثار الفزع في قلوب الاخرين .. بل كانت الطريقة الوحشية التى قتلن بها .

- كيف استحقت باثوري لقب "كونتيسة الدم"

يبدأ الفصل الدموي من حياة اليزابيث باثوري بزواجها من الكونت فرنسيس ناداستي الذي علمها أساليب التعذيب قبل القتل في دروس حية بأن جعلها تقطع أوصال ثم رؤوس الأسرى الأتراك، الذين كانوا يشكلون خطرا على المملكة، وكان يلاحظ استمتاعها وابتكارها لأساليب جديدة في التعذيب، فقد كانت تستعمل أدوات للذبح والتقطيع وذلك زادها شرا وحقدا .

وعندما ابتعد عنها زوجها لانشغاله بقتال الاتراك العثمانين انذاك ، وجدت في نفسها شهوة للفتيات، فأخذت تلهو مع الخادمات الصغيرات وبعد أن تمارس معهن الجنس تقوم بتعذيبهن بتمزيق لحمهن وقد كانت تستمتع كثيرا بهذا، وفي النهاية ذبحهن ..

لم تكن باثوري تفعل كل ذلك بمفردها .. بل كانت تعتمد على مجموعة شيطانية من بعض خدمها .. فقد كان يساعدها في التعذيب والتقاط الفتيات من الريف مربيتها العجوز الشمطاء (ايلينيالو) و خادمها الماكر (فيتسكو) صاحب الوجه القبيح والهيئة الشيطانية المخيفة، ووصيفتها (انا دروفيلا) وهي امرأة سوداوية دميمة .. بالأضافة للضلع الاهم في المجموعة بالنسبة للكونتيسة وهي وصيفتها الثانية (دوريكا) وهي ساحرة خبيرة بفنون السحر الاسود حيث كانت الكونتيسة شغوفة ومهتمة بالسحر وفنونه .

اما سبب قتلها لكل هذا العدد من الفتيات فقد كان غريباً ومقززاً الى اقصى درجة .. فقد كانت باثوري بعدما تشبع رغبتها المتوحشة من التعذيب بتجويع الفتيات أسبوعاً كاملاً وغرز الدبابيس في الشفتين وتحت الأظافر وحرق مناطقهن الخاصة وتمزيق لحمهن .. كانت وبإيعاز من وصيفتها الساحرة دوريكا  تقوم بذبحهن ومن ثم تستحم في حمام من دمائهن بهدف القضاء على الشيخوخة .. حيث كانت تخشى ان يخفت بريق جمالها الباهر مما اضطرها فيما بعد إلى الإستعانة بدم الأميرات الجميلات من طبقة النبلاء لأن فعاليته – كما كانت تؤكد لها وصيفتها - كانت أقوى من دماء الفتيات العاديات من بنات الريف .



كما صور لها خيالها المريض بأنها اذا اكلت لحوم الفتيات الصغيرات فأنها ستستحوذ على جمالهن وشبابهن وذلك حسب اعتقادها الساذج بأن نوع الطعام ينعكس فيمن اكله ..

حيث تروى احدى الوثائق انها قامت بنهش اكتاف وصدر احدى خادماتها الجميلات .

كذلك كانت تلجأ لشرب دماء ضحاياها للحصول على الصحة والنشاط ومديد العمر .

يمكننا القول وبإختصار شديد ان الوحوش كانت تتخذ من اليزابيث باثوري قدوة لها .. لابتكارها لكل تلك الاساليب والطرق الوحشية في القتل والتعذيب .. وان الشياطين كانت تتخذ من عقلها المريض مرتعاً لها لتبث فيه كل تلك الافكار الجهنمية .

- نهاية كونتيسة الدم

بعد فترة وجيزة اخذت الجثث تتراكم في شتى ارجاء قلعتها الملعونة حتى وصلت اعدادها للمئات واصبحت رائحة الجثث المتعفنة لا تطاق وغدت القلعة كالجحيم بالنسبة لقاطنيها .

وكان لابد من دفن الجثث لذا زعمت باثوري ان هناك وباء تفشى بين الخدم .. واجبرت رجال الدين على احياء مراسم لدفن ضحايها لاخفاء جرائمها الوحشية .

لكن مع اختفاء الاميرات من فتيات طبقة النبلاء .. اللواتي شوهدن لاخر مرة داخل قلعة الكونتيسة .. اخذت البلاغات تنهال على من النبلاء على امبراطور هنغاريا الذي اصدر اوامره بإقتحام قلعة اليزابيث باثوري .

وبالفعل في 30 ديسمبر 1610 اقتحم الجنود قلعة الكونتيسة ليلاً .. وفي الداخل كانت تنتظرهم مشاهد مفزعة للغاية ظلت محفورة في اذهانهم للابد ..



فقد فوجئ الجند بجثة فتاة ازرق لونها .. ببساطة لان جسدها خال تماماً من الدماء ..

وفتاة اخرى معلقة ينزف جسدها داخل طست معدني ..

يبدو ان الكونتيسة كانت تتجهز للاستحمام ..

وتم العثور على مجموعة فتيات لازلن على قيد الحياة في قبو القلعة ..

كما كانت رائحة العفونة تزكم الانوف ..

وبعد التأكد من تورط الكونتيسة في كل تلك الجرائم تم التحفظ عليها تحت حراسة مشددة داخل قلعتها .. وتم القبض على خدمها المتورطون معها في ارتكاب جرائم القتل الوحشية .

بعد عام من القاء القبض على الكونتيسة ومساعدوها تمت محاكمتهم .. واثناء المحاكمة اكتشف المحققون ان عدد ضحايا الكونتيسة بلغ 650 فتاة تقريباً . 

وقد كانت محاكمتها من اكبر المحاكمات في تاريخ هنغاريا و لا تزال وقائعها محفوظة حتى اليوم .

وتم الحكم بإعدام كل معاوني الكونتيسة .. لكن الكونتيسة و بسبب مركزها الاجتماعي لم تحاكم .. بل وحتى لم تمثل امام ‌المحكمة ، لكن الإمبراطور أمر بحبسها في  قلعتها النائية في اعالي جبال سلوفاكيا .. حيث تم التحفظ عليها في غرفة نومها ثم أغلقوا عليها جميع النوافذ و الأبواب بالحجارة و كانوا يوصلون الطعام والماء إليها عبر فتحة صغيرة في الجدار .
 
قلعة اليزابيث باثوري وسجنها


وبقيت هناك لمدة 3 سنوات و في أواخر شهر آب عام 1614م وجدت ميتة في غرفة حبسها لينتهي بذلك عهد اسود من الرعب والفزع قضته باثوري في التلذذ بتعذيب الاخرين .

إرسال تعليق

شارك بالنقاش عبر كتابة تعليقك