الجمعة، 1 أبريل 2016

- ماقبل ادم



يتناثر الثرى ملئ الارض وعلى مد البصر .. حاوياً اسراراً لايعلمها جن ولابشر .. وقد تتوه الحقيقة برغم وقوعها في افق النظر وتؤول اسطورة تحفها النار
فلا خطر اراه إلا الخوف من معرفة الحقيقة ..
قال تعالى :
(قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق)




هذا هو الامر المباشر من خالق الاكوان لنا نحن بنو الانسان الا نخشى ظلام الارض ولا ظلام العقول .. لان الحق دائماً بالغ امره لكل من تملكه الفضول .. فضول المعرفة والبحث عن المجهول 
  
إن ما نتحدث عنه اليوم كان سؤالاً اصيلاً يدور في خلد كل عاقل و باحث عن الحقيقة لم تلهه الحياة بزخارفها او بنعيمها .
 سؤال قد يظنه البعض عجيباً ولكننا شئنا ام ابينا لابد ان نرضخ لصوت العقل ونبحث عن الحقيقة
انه السؤال الشائك (هل كانت هناك مخلوقات عاقلة قبل الانسان
لماذا نقول شائك ؟؟؟

لان العقل يعني التكليف والتكليف يعني الحساب والحساب يعني إما نعيم وإما جحيم .. ولكن هل كل ماسبق خلقه يجري عليه مايجري علينا ؟؟؟

 في الغالب الاعم إنها لم تكن مكلفة  لان الميراث الديني يخبرنا إن هناك  ثلاث مخلوقات عاقلة ( الملائكة - الجن – الانس ) إثنان منهم فقط هم من تم عليهم التكليف ( الجن والانس )

 فلماذا إذاً تم ذكر الملائكة ولم يذكر البقية ؟؟

لقد ذكر الملائكة لانها كانت اول المخلوقات العاقلة التي كان عقلها مجرد من اي شيء سوى الطاعة للرب الاعلى  والتي مازالت الى اليوم  تحيا  طائعة لله

اما البقية الباقية  فلم يتم ذكرها الا ضمناً في كتاب الله إذ قال (اتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك)
إن تلك الاية  قد تم  البحث فيها  والتفسير لها وكانت في الغالب الاعم تتحدث عن مخلوقات الجن وإنهم عصوا الله وتم إرسال الملائكة الى غير ذلك  من التفسير المعهود .
.
ولكن  ماشد انتباهي ومالفت نظري  هو تفسير (ابن كثير) لهذه الاية  وذكر إسم اثنين من المخلوقات لم يتم التركيز عليهم او حتى الرغبة في معرفتهم والبحث عن كنههم ...انهم البن والحن
فهل كان حقاً هناك مايدعى البن والحن ؟؟؟

هل كان حقاً هناك من كان يحيا على الارض بهيئة اقرب للبشر  ونحن لانعلم عنهم شيئا ؟؟؟
نعم لقد كانت هناك مخلوقات قبل الانسان تدب على سطح الارض  تواردتها  السنة الامم بعربيها واعجميها في متون كتب الذكر الاول ومابعد الذكر الاول ... وفي امهات صفحات الزمن الغابر بكل دقائق تفاصيلها .. وبكل ماكان يحدث بها ومعها وكيف اختفت من وجه البسيطة ؟  واين ذهبت ؟

اذاً لنقف الان على ارض استواء ونحدد الافكار ..
ولنعلم اولاً ماهي المخلوقات العاقلة  الغير مكلفة التي خلقها الله تعالى غير الملائكة ..
انها ( البن - الحن - الخن - المن - الدن - النس )
ولنبدأ بالبن ..
 بعد ان بردت الارض واستقرت لحمتها وبدأت المخلوقات تنتشر على وجه الارض تم خلق اول كيان عاقل غيرمكلف ولكن لنتتبع الاحداث 

  اذا ما علمنا ان الارض قد خلقت منذ 5 مليارات عام وانها بردت منذ 4,7 مليارات عام لتكون مهيئة لاول فرصة معيشية في الزمن الاول المسمى العصر (البروتوزوي) وهو الزمن الذي تم فيه اول خلق للخلايا الحية على وجه الارض منذ 2,5 مليار سنة
تلك النقطة الاولى 

النقطة الثانية هي اذا ما تتبعنا الاثار المسكوت عنها والتي سوف تقودنا الى التأكد من وجود مثالي لمخلوقات عاقلة تم كتمان الامر عن وجودها بدليل كرات المعدن التي تم انتشالها من جنوب افريقيا والتي قدر لها  بانها منذ 2 مليار عام .. وهذا يعد اكبر دليل على انه كان هناك مخلوقات عاقلة قبل الانسان تستطيع ان تفعل ذلك !!!

لقد كان اول مخلوق عاقل على وجه الارض يدعى (البن) - بكسر الباء - وهي عبارة عن خلق بهيئة اقرب للمسوخ منها للبشر .. كان بدائي التكوين من اصل عضوي متشكل حيث لايتكاثر جنسيا ، حيث كان يتكاثر بقطع اجزاء منه او بموته ، اذ كانت خلاياه المتساقطه منه اذا مالامست الارض كانت تتشكل منها مخلوقات جديدة لها نفس الهيئة والاسلوب وكذلك اثناء موته اذ كانت تندمج اعضاؤه الغضة الطرية بتراب الارض ليخرج منها امثالا مشابهة له - كما هو مبين في الصورة -
اما كيفية خلقه فيبدأ بما يشبه الدودة العظيمة لتنمو وتسرع في النمو ليصبح مايشبه الكائن النصف قائم ثم يتحول لما يشبه القرد المنتصب الى حد ما ثم يهرم ويموت وتعتلج اجزاؤه في الارض ويتحول الى طين لازب ثم يخرج منه اخرون وهكذا او كلما تساقط منه جزء تشكل على هيئة مماثلة ليعيد دورة حياته من جديد بطريقة مماثلة 

كانت تلك اول كيانات الارض العاقلة التي سكت عنها الزمان ودلت عليها كتب الاقدمين واثار المحدثين .
ولكن يتبادر الى ذهننا سؤال اصيل .. كيف تم اختفاؤهم من الوجود ؟

سنستعرض مراحل اختفاؤهم بالتريتب 
اولاً ان ماحدث لهم من اندثار كان بسبب ازدياد عمر الارض وازدياد تنوعاتها المخلوقاتية بعدتكون الطحالب ثم المفصليات ثم الاسماك حيث كانت رقعة الماء قد ازدادت على الارض في العصر (الباليوزي) في مرحلة زمنية تسمى (الكامبري

بدات  تلك المخلوقات وهي (البن)  تتشكل الى اصناف جديدة اعتماداً على تنوع التربة واختلاف مكونات التخليق حيث صارت الغابات شاسعة والمياه وفيرة على بداية العصر الميسوزي مؤذنة ببداية نهاية مخلوقات البن اذ تحولت الى مخلوقات جديدة تدعى (الحن) كانت تجمع في تكوينها مابين الطين اللازب ومابين لحاء الاشجار حيث كانت تنمو من اصل قاع المناطق المائية المحملة بالطحالب واحيانا مختلطة بالنباتات الوعائية البرية والاحراش السرخسية  التي ظهرت في العصر الباليوزي ايضا في فترات (الكاربونيفيريوس)  بشقيها وكذلك فترة (الديفونيون ) لتكون لنا مخلوقاً اعظم واشد وطأة من تلك المدعوة البن 
وكانت لها قدرة على التكاثر بمجرد وضع ارجلها في الارض لتزداد ازديادا رهيباً وتنمو نمواً شاسعاً .. وكانت لها المقدرة على قطع المسافات الشاسعة في زمن قصير وكلما لامست ارجلها الماء كلما تفرع جذعها ونما جذرها اكبر واكبر لتكون مخلوقات مثلها اشد واشد حتى ضجت الارض وصارت تلك المخلوقات عبئا عليها اذ كانت تقوم بقطع الاشجار لتحل هي محلها لتأخذ غطائها اللحائي وتثبت جذورها بالارض ممتصة كل معدن فيها ليقوى جذعها وتصير اكثر صلابة وكأنها تخلق لانفسها عظاماً تسير بها بدلاً من الاصل الخشبي اللحائي الذي تسير به
بهذا صارت تلك المخلوقات متفوقة على البن في كيانها الخشبي الذي تمتلكه بخلاف الكيان الطيني المشبع بمعادن الارض وهذا الكيان الطيني قد اخذته سابقا من البن 

في تلك الاونة اشتد بطش الحن بالبن وصاروا يتغذون عليهم ويأخذون كيانهم الطيني الغض البسيط ليزدادوا عدداً وبطشاً بكل المخلوقات المخالفة لهم حتى قاربت اعداد البن على الاختفاء والاندثار وصارت الحن هي من لها الغلبة والقوة ولكن هل انتهت فصول الخلق عند ذلك ..
 لا بالطبع ....

 لنراجع التسلسل الخلقي لما حدث في عجالة

 اولاً تم خلق البن من طين لازب به ماء عذب وليس مالح وكان يتكاثر تكاثراً ميتوزياً غير جنسي

ثانياً اثناء انقساماته المتعددة اختلطت تلك الانقسامات ببيئة الماء المالح الذي في قاع البحار والمحيطات ليشكل مخلوقات الحن 
 بعد ذلك  اغارت مخلوقات الحن على مخلوقات البن اثناء تخليقها وصارت تتخذ من كياناتها وعاءاً للتشكل لتكون لنا مخلوقاً جديداً يدعى ( الخن ) وصار يتغذى على المخلوقات البحرية كالاسماك والارضية كالحشرات اي انه صار يحصل على الغذاء البروتيني ليقوي هيئته ويعضد من بنيته , حتي صارت اجزائه تحتوي على مادة البروتين وهي التي كونت له مايشبه الغلاف الحيواني الاول فصار مخلوقاً اقوى من الاثنين بمراحل . وقد اجتمعت في اصل تكوينه ثلاث مكونات الطين واللحاء والبروتين الذي استمده من الكائنات العضوية الحية بعد افتراس الحن للمخلوقات الاخرى في العصر الباليوزي وبداية الميسوزي


ثم تصارعت تلك المخلوقات مع الحن لتنهيها عن بكرة ابيها وتثبت هي اقدامها مع ماتبقى من المخلوقات الضعيفة المسماة بالبن

حتى الان مخلوقات الحن والبن لم يكونوا قد امتلكوا الدماء حتى تسفك .. فكيف يفسر الامر اذاً ؟

ان تفسير الامر يعود على اصل النشئة .. فماذا يعنى هذا ؟

يعني ان اصل نشأة تلك المخلوقات اللاحقة والتي كانت تحتوي على الدماء كان منشأها هو الحن والبن

لنعود الى موضوعنا
فالخن كانت البدايات الاولى للمخلوقات التي تحتوي على الدماء وكانت هيئاتها متغيرة ومتباينه حتى ان منها ما كان اقرب للزواحف الضخمة ولكن بعقول غير مكلفة لها رغبة في التعايش والتكاثر مثلها مثل الثدييات التي ظهرت في عصر مقارب لها في نهاية العصر الباليوزي في الفترة البرميانية
ثم نأتي للفترة الترياسية وبداية خلق الديناصورات قبل 240 مليون عام حيث لم تستطع مخلوقات الخن التعايش معها فقامت الديناصورات بالقضاء عليها تماماً .. فهي بالنسبة لها اضعف بكثير، وبهذا تكون مخلوقات البن هي التي ظلت وحيدة على الارض فترة من الزمان بعد اندثار الخن

في تلك الاونة صارت مخلوقات البن تحيا مستترة تأوي الى الكهوف والمغارات تتعايش على تربتها الرطبة العفنة المليئة بالاصل الميكروبي الحيوي والكثير من المخلوقات العضوية الدقيقة  لتكون لنا مخلوقاً جديداً يدعى (المن) الذي كان مخلوقاً اضعف من سابقيه الخن والحن ولكنه كان يمتلك من المقومات مايستطيع بها ان يتعايش في ظلمة الاماكن التي يحيا بها وكان اكثر ضخامة من البن بمراحل وله من الاعضاء الخارجية ماتتيح له سهولة التحرك في الظلام الدامس وايضا كان لايمتلك عيوناً ليرى بها .. فهي غير مهمة بالمرة اذ اصبح متطوراً بالدرجة التي يستطيع بها التعايش في بيئته الجديدة  المظلمة ، وكانت له مجسات متحركة تظهر - كما في الصورة - في وجهه يتحسس بها طريق الخروج والدخول والتحرك وكانت طريقة تكاثره  مختلفة بعض الشيء عن سابقيها اذ كان يستطيع ان يتكاثر  بالانقسام الميتوزي  وكذلك التكاثر عن طريق التزاوج مع مخلوقات اخرى عن طريق التلقيح الخارجي .. وهذا سبب تنوعه فيما  بعد ولهذا ظل يجوب الارض وتتفرع منه انواع اخرى كثيرة سنتحدث عنها لاحقاً فيما بعد

ولكن مايهمنا ان تلك المخلوقات بصورتها الموضحة قد انتهت واختفت .. لكنها تطورت لانواع اخرى مازالت تحيا في عالمنا اليوم  تحت مسميات عديدة  وصارت عند البعض وكأنها اساطير او اوهام تحيا في ذاكرة البشر بالرغم من انها حقيقة واقعة .. ولنذكر على سبيل المثال (الرجل العثة) الذي يعتبر فرع متطور من هذا المخلوق الاولي  المسمى (المن) وسنتحدث عنه فيما بعد

ولكن بعد نهاية العصر الميسوزي وبداية العصر السينوزي وتحديداً في الفترة الايونسينية 

وهي فترة  ظهور الثدييات بانواعها كانت مخلوقات المن قد اتت بمخلوق منحدر منها مباشرة وهو (الدن) الذي اصبح بمثابة مخلوق انتقالي بين الحيوانات الثديية التي تمشي على اربع وبين المخلوقات الروحية الاولى العاقلة والغير مكلفة .. وهذه المخلوقات ايضاً تفرعت لعدة مخلوقات اخرى في البحر والجو والارض ولكن لم يعد لها وجود في ذاكرة الانسان الا من خلال  الارواحية العليا التي لايملكها الا من يستطيع استحضار ارواحها او التاثير عليها للظهور وقت الاخطار المحدقة بمكان ما , لان الدن والمن وتفرعاتهما هي مخلوقات نذيرية تبعث الرعب وقت ظهورها ولكنها غير مؤذية

على كل  فنستخلص من هذا ان البن  ومعناه  (الكائن المقيم في مكانه اي الثقيل الكائن من حيث نشأ اي انه من طين  ويخرج من طينة موته) كان الخلق الاول العاقل الذي نما ونشأ من طين وامتلك روح مازالت موجودة وبقوة لايستطيع استنطاقها الا اصحاب العلم الاول  فهي الروح الاولى الاكثر رسوخاً والتي لايخلو تعزيم حقيقي بدونها فهي روح الارض العاقلة  في الزمن الغابر والتي منها نشأت كل الاصناف والانواع

اما الحن واصل تسميتهم (انهم المخلوقات المجنونة  التي ارادت انهاء اصل نشاتها وتدمير جذورها الاولى في الحياة وهم البن  بدون وعي منهم) فقد ابيدوا عن بكرة ابيهم ولم تبقى لهم باقية
كذلك الخن واصل تسميتهم انهم (كالسفينة الفارغة اذ انهم مخلوقات فارغة كانت تتخذمن كل المحيطين بها سببا لحياتها) وهم اول المخلوقات التي افسدت في الارض وقتلت الحن والبن حتى دارت عليها الدائرة من المخلوقات الارضية الضخمة التي اتت عليها ومسحتها من على وجه البسيطة

اما المن وهو الحلقة الانتقالية التي تحدثنا عنها .. لذلك اتفقوا على قول ان المن - بكسر الميم – قد خلق من مخلوق البن مباشرة ولكن باسلوب متطور ليس الا .
 والدن  (اصل تسميتها انها كائنات شديدة الازعاج في تحركاتها وكانت تفرعاتها الطائرة والزاحفة تثير ضجيجا لا يطاق ) الذين قد اختفوا ولكنهم يحيون بيننا في البعد الغير مرئي منا لانهم قد تفرعوا لانواع عدة تؤثر فينا ونحن لانعلم ونتأثر بهم دون ان نشعر

واخيراً مخلوقات (النس) التي كتب عنها علماء الاحاثة والتي قالوا عنها انها اجداد الانسان الحالي .. فالنس هو التفرعات الاولى للانسان وقد خلق خلقاً بعيد كل البعد عن سابقيه  خلقاً منفصلاً تماما وله عدة تطورات  ولكن في خلال خلق النس وتنوع انواعه كان قد خلق الجن وتنوعت انواعه هو الاخر.. والجن اسم صفة وليس اسم مخلوق بعينه فان لكل منهم نوع واسم سوف نتعرض لهم فيما بعد

واخيراً لنا ان نعرف ان الارض مخزن اسرار تريد من كل منا ان نسبر فيها الاغوار لنعرف اصل كل شيء وكيف هي ولماذا هي والى اين تؤول بنا فكل مانراه هناك شيء وراءه وهناك اصل واحد كان سبب كل شيء فوجب علينا الذهاب له والخوض وراءه في عالمه

فلولا ذلك ماكان الله ليقول (قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق) صدق الله العظيم 





هناك تعليقان (2):

  1. موضوع اكثر من رائع ويجعلك تغوص في تفسير كيفية نشائة الحياة وتطورها اشكركم على هاذا الموضوع

    ردحذف
  2. موضوع اكثر من رائع ويجعلك تغوص في تفسير كيفية نشائة الحياة وتطورها اشكركم على هاذا الموضوع

    ردحذف

شارك بالنقاش عبر كتابة تعليقك