في العصور الوسطى كان معروف عن السحرة
انهم يتواصلون مع بعضهم البعض عن طريق التجمعات السرية التى غالبا ما تنعقد في حضور
الشيطان .
ويعد
هذا التعهد بمثابة القسم للمتعمد الجديد وفي نفس الوقت هو تجديد للعهد بين السحرة
والشيطان .. ثم يبدأ تعميد الساحر الجديد حيث يتم تغطيسه في حوض به مياه سوداء لا
يعرف ماهيتها تسمى (المياه الشيطانية) ثم يطلق على الساحر الجديد اسم سري يعرف به
خلال اجتماعات السابات القادمة .. ويعلم جسمه بالختم الشيطاني .. ثم يقوم الساحر
الجديد بتقبيل مؤخرة الشيطان كنوع من انواع الطاعة .
ويقال
انه في اثناء الاحتفال في السابات يتم اعطاء كل ساحر تعويذة سحرية يستخدمها
لاستدعاء خدم السحرة من الشياطين .
ومن اهم هذه التجمعات مايسمى (السابات)
وهو عبارة عن تجمع كبير لعدد ضخم من السحرة الذين يأتون من حدب وصوب لحضور هذا الاجتماع
للعديد من الاسباب .. منها تجديد العهد مع الشيطان وتعميد السحرة الجدد ومناقشة امورهم
وطبقا للمصادر انه لا يوجد اي نوع اخر
من الاجتماعات يوازي او يتفوق على السابات .. حيث انه يعد التجمع الاعظم عند السحرة
وعبدة الشيطان .
- عالم السابات نصفه حقيقة ونصفه خيال
اهتم
الكثير من الباحثين والدارسين للسحر في العصور الوسطى بعالم السابات .. ومن هؤلاء الدكتور (بيتر هيننج) الذي قام بجمع
مصادر معلومات من كبار الدارسين لتجمعات السحرة مثل الدكتورة (مارجريت موراي) والدكتور (مونتاجو سوسرز) حيث
استنتج ان الكثيرين ممن كانوا يحضرون مثل هذه الاجتماعات كانوا من اتباع الديانات
الوثنية القديم .. وكان همهم ان يحافظوا على مراسم وطقوس هذه الديانات .. اما
الاغلبية من المجتمعين فكانوا من السحرة وعبدة الشيطان الذين يحضرون كما اسلفنا
لتجديد ولائهم للشيطان .. وليستمدوا منه القوة الزائفة التي يزينها لهم وتلقي
التعليمات اتي تعينهم ف اعمالهم السحرية .
- طقوس
السابات
يحرص
السحرة على ان يكون اجتماع السابات بمعزل عن اي مخلوق آخر .. كما يحرصون على حضوره
مهما كانت المسافة بعيدة .
وتبدأ
طقوس ومراسم السابات فور اكتمال عدد ا لحاضرين .. بعد ذلك يجلس الشيطان الذي سنصفه
لاحقا على كي كبير في منتصف مكان الاجتماع حيث يقدم له الحاضرين فروض الطاعة
والولاء والاحترام .. وينادونه قائلين "ياربنا" .. ويتوسلون اليه
ويسجدون له .. ثم يجلس الحاضرين على مائدة تقدم لهم فيها اطعمة خاصة مثل اللحوم
الغير مطبوخة والنبيذ .. وفي مصادر غير مؤكدة يقال انهم ياكلون لحوم البشر ويشربون
دماؤهم .. ثم ترفع المائدة بعد الانتهاء من الطعام .. ثم تبدأ المراسم بحلقة رقص ..
لكن الرقص هنا مختلف عنوالرقص المألوف .. فالرقص في اجتماعات السابات غريب وشيطاني
بقدر غرابة المجتمعين .. حيث يلتصق كل اثنين من الراقصين ظهرا الى ظهر ويحركون
رؤوسهم الى الامام والى الخلف .. ثم يأخذون في الدوران حول انفسهم كالمجانين وهم
في غيبوبة بفعل الخمور والمخدرات التى يتعاطونها اثناء الاحتفال .. ثم تنتهي حلقة
الرقص بحفلة جنس جماعي بين افحاضرين
ثم
تبدأ بعدها مراسم التعميد وتجديد العهود مع الشيطان حيث يقف الحاضرين امام الشيطان ويقول كلاً منهم " انا اكفر بخالق السموات والارض .. انا اكره واندم على عبادتي السابقة .. انا اتقدم بالولاء والعبادة لسيدي ابليس – ويمكن ان تقال (لوسيفر) او (بعلزبول)
– الذي اعتقد فيه واثق به "

- معلومات
هامة عن السابات
يوجد
الكثير من المعلومات عن اجتماع السابات في المراجع والكتب التي بدأ ظهورها منذ
القرن الخامس عشر .. بالاضافة للكثير من التقارير التي تتحدث عن السابات في السنين
التالية ومن مجمل هذه التقارير ان الشيطان يحضر بنفسه هذه الاجتماعات .. ومن
الاوصاف التى وردت في هذه التقارير .. ان الشيطان يحضر في شكل كائن برأس ماعز
وجسده احمر قاتم .. وهذه هي الصورة المألوفة لهيئة الشيطان في الاساطير والفولكلور
.. وفي وصف اخر اقل حدة واكثر تصديقاً من الوصف السابق ان الشيطان يظهر في هيئة
شاب اسود العينين اي لا بياض فيهما ويرتدي ملابس من جلود الحيوانات وتحيط به رائحة
الكبريت .
كما
تشير التقارير ان اجتماعات السابات كانت غالباً في ليلة السبت .. ويوجد اربع
اجتماعات سابات في العام الواحد .. وهي تنعقد في 2 فبراير – 23 يونيو – 1 اغسطس –
21 ديسمبر .. وكانت الاجتماعات تبدأ قبل منتصف الليل بساعتين .. ويستمر حتى يبلغ
ذروته في بداية نهار اليوم التالي , كما تقول بعض المصادر ان صوت صياح الديك يكون
الاشارة بنهاية الاجتماع .
وهذه
النقطة تتوافق مع ما جاء في الاحاديث النبوية الشريفة في ان الديكة تصيح عند
رؤيتها للملائكة .. وان الشيطان يفر عند حضور الملائكة .

ويقول
المتخصصون في هذا الموضوع ان المساعدين من الشياطين يمتلكون قوى متعددة مثل
(اسموديس) امير الخدم الشيطاني الذي يسخر للساحر او للساحرة الشياطين لخدمتهم في
اعمالهم السحرية .
جدير
بالذكر ان كلمة سابات هي كلمة عبرية الاصل
وهي تعني السبت في العربية وشابات في العبرية .. مما يدل على ضلوع اليهود في تأسيس
هذه العقائد الشيطانية .
وحتى
الان ومع كل الدراسات والتقارير يظل عالم السابات نصفه حقيقة ونصفه خيال .. ويظل
عالم ملئ بالغموض .. ومع هذا الكم الكبير من المعلومات والتقارير .. الا انه لم يتمكن
احد من العلماء والباحثين من الخوض بشكل كامل في عالم السابات لمعرفة كل خباياه واسراره .
مقال ساحر...ورائع
ردحذفمقال رائع
ردحذف