![]() |
بقلم / عطية ابو خاطر |
فقد اكتشف (بربنان) على جدران تلك
الكهوف رسوم ونقوش غريبة لكائنات بشرية تحلق في السماء وهي ترتدي ازياء شبيهة بتلك
التي يرتديها رواد الفضاء في زمننا من سترات بيضاء وخوذات شفافة .. واخري ترتدي
بذلات غوص .. ورسوم لسيدات يرتدين فساتين عصرية حديثة .. وصور لحيوانات كثيرة
كالزراف والغزلان والثيران والاغنام والابل .. كما تم العثور على رسومات تسلسلية
تروي قصص توضح ما يشبه نمط من انماط الحياة اليومية للبشر قديماً .. منها صورة
لرجل يقف وسط حقل يرعى فيه الاغنام وهو ينظر لاعلى محدقاً في جسم غريب يهبط من
السماء ثم تفتح ابوابه ليخرج منها اشخاص يرتدون خوذات شفافة .. ثم صورة اخرى لنفس
الاشخاص وهم يرحلون بنفس الطريقة التي اتوا بها .. كما عثر (بربنان) على قطعة
حجرية كبيرة نقش عليها صورة لانسان عملاق يرتدي زي رواد الفضاء .. بالاضافة الى
رسومات اخرى كثيرة يصعب حصرها
- نبذة عن كهوف تاسيلي
![]() |
سيدات يرتدين ملابس عصرية |
هي سلسلة كهوف جبلية تقع على
مرتفعات من الحصا والكثبان الرملية تسمى (مرتفعات تاسيلي) بالقرب من الحدود
الجزائرية الليبية .. وتتكون تلك الكهوف من تشكيلات غريبة من الصخور الرملية تشبه
اطلال المدن القديمة بفعل الزمن والعواصف الرملية
- دراسة اللوحات الصخرية
وكما كان متوقعاً .. اثار هذا
الاكتشاف العظيم اهتمام العلماء والباحثين الذين جاءوا من كل حدب وصوب لدراسة تلك
الرسومات .. ومن اهم من قام بدراسة اللوحات الصخرية الكاتب الفرنسي (هنري لوت)
الذي قاد بعثة علمية تتكون من علماء الاثار والباحثين بالاضافة للمصورين الذين
قاموا بالتقاط الاف الصور للرسومات والنقوش .. وقد استخدم العلماء احدث التقنيات
للكشف عن عمر تلك الرسومات الغامضة .. مثل استخدام الكربون المشع والتحليل الذري
.. وصعق الجميع عند رؤية نتيجة عملهم المذهلة .. فقد اثبت التأريخ ان عمر تلك
الرسومات يقدر بحوالى عشرون الف عام .. ومع هذا الكشف المذهل تكالب العلماء
والباحثين وعكفوا على دراسة تلك الرسومات في محاولة للكشف عن الكثير من علامات
الاستفهام والغموض الذي يحيط بها .. ففي عام 1976م سافرت بعثة علماء وباحثين من
اسبانيا لدراسة النقوش والرسومات وعلى ذلك توصلوا الى عدة استنتاجات وفرضيات تفسير
للكشف عن الكثير من التفاصيل المثيرة للاهتمام .. باعتبار ان تلك الرسومات تعد
علامة هامة في الطريق الطويل بين ماضينا السحيق ومستقبلنا القريب
![]() |
نقش لكائن بشري يرتدي خوذة |
- الاستنتاجات وفرضيات التفسير
بعد دراسة مستفيضة لرسومات كهوف
تاسيلي خرج الباحثين باستنتاجات وفرضيات هامة كخطوة اولى في رحلة الكشف عن سر اللغز
.. فقد تبين للعلماء في البداية ان الحياة في تلك الصحراء القاحلة التي تحيط
بالكهوف كانت مختلفة تماماً عما هي عليه الان .. حيث كانت تعج بالحياة والغابات
والانهار وكانت موطناً مثالياً للكثير من المخلوقات من حيوانات وطيور .. وان صور
الانهار والغابات المرسومة ليست غريبة عن المنطقة .. فقد اشار علماء الجيولوجيا
الى انها كانت تقع على مقربة من الكهوف التي كانت بدورها بيئة معيشية مناسبة كما
اكد البدو هناك
ومن ضمن ما توصل اليه العلماء من إستنتاجات هو
ان غالبية الرسومات والنقوش قد دمرت بفعل الزمن وعوامل التعرية وان تلك الموجودة
منها الان قد لا تشكل إلا نسبة 20 % من اجمالى عدد الرسومات
ومن الاشياء الغريبة التي اثارت
الجدل بين العلماء هو التناقض الواضح الذي تحتويه اللوحات ، فهي تارة تصور النمط
التقليدي للحياة البدائية للانسان مثل رعي الاغنام والماشية والزراعة .. وتارة
اخري تصور حضارة متطورة وكائنات بشرية ترتدي ازياء رواد الفضاء واطباق طائرة تحلق
في الفضاء وسيدات يرتدين الفساتين العصرية
![]() |
كائنات شبه بشرية يستقلون مركبة غريبة |
اما فرضيات التفسير التي طرحها
العلماء بعد دراسة وتحليل الرسومات فالكثير منها مثير للجدل ، فالبعض يرى ان حضارة
فضائية متقدمة قادمة من كوكب بعيد قامت بزيارة الارض .. وتواصلت مع سكان الارض
الذين بدورهم قاموا برسم اللوحات الصخرية لتخليد هذا الحدث الفريد خصوصاً وان الرسم
على الصخور كان من انواع ما يسمى بالفن الحجري ووسيلة لتدوين الاحداث الهامة التي
حدثت في الماضي البعيد
وقد لفت انتباه العلماء وجود رموز
وعلامات مبهمة في بعض الرسومات مما ادي لظهور نتيجة افتراضية تقول ان تلك الرموز
ماهي الا نوع من انواع الكتابة كانت موجودة في تلك الحقبة السحيقة .. الا ان تلك
النظرية قوبلت بالرفض من قبل علماء الاثار بحجة انها تخالف الاطروحة الرسمية التي
تشير الى ان (بلاد مابين النهرين) هي مهد الكتابة والحضارة .
فرضية اخرى ظهرت تشير الى ان تلك
الكهوف هي من اطلال (قارة اطلانتس) المزعومة وان تلك الرسومات ما هي إلا وصف بدائي لمدى
التطور والتقدم العلمي الذي وصلت اليه حضارة اطلانتس .. الا ان المشككين بهذه
الفرضية قاموا برفضها بحجة ان قارة اطلانتس في حال وجودها اصلاً تقع في المحيط
الاطلنطي خلف اعمدة هرقل – مضيق جبل طارق حاليا – وبين امريكا الشمالية كما اشارالفيلسوف الاغريقي (افلاطون) في محاورتيه الشهيرتين (كريتياس) و (تيماوس)
![]() |
نمط حياة بدائية |
وهناك فرضية اخرى لا تختلف عن
سابقتها كثيراً تقول ان من قاموا برسم اللوحات الصخرية ممن كانوا ينتمون لحضارة
ارضية متطورة بلغت شأناً كبيراً من التقدم العلمي آنذاك .. إلا انها اندثرت لاسباب
غير معروفة
وحتى يومنا هذا مازالت تظهر
الكثير من الفرضيات حول اللغز المحير لرسومات تاسيلي الذي سيظل دائماً قيد البحث
والدراسة لمحاولة كشف غموضه .. بالاضافة للكثير من المراجع العلمية .. منها كتاب بعنوان (مائة حادثة غيرت التاريخ) وكما هو متوقع كان
اكتشاف رسومات تاسيلي على رأس تلك القائمة
لكن بغض النظر عن غموض ذلك اللغز
الا ان العلماء ليس لديهم ادنى شك في ان رسومات تاسيلي ستظل دليلاً قاطعاً على اننا
لا نعرف الكثير عن ماضينا كما انها ستظل شاهداً على ان التاريخ الذي نعرفه لم يذكر
لنا شيئا عن حضارات وشعوب متقدمة عاشت واندثرت دون ان نعرف عنها شيئاً
جميل
ردحذف