- كائنات اسطوريه : المينوتور

مره اخرى نعود الى عالم الاساطير الاغريقيه المعقد المتشابك ، الرائع برغم ذلك..وفى الواقع ان الاساطير الاغريقيه قد كونت جزءاً هاماً من تكوين عقول البشر ، ولا يدرك احد اهميتها الا حين يتذكر احد ما بطولات هرقل او عندما يتصفح (اطلس)البلدان  او عندما يصف احدهم فتاه حسناء على انها فينوس او  عند ذكرالمكوك الفضائى ابوللو

وفى هذه المره سنقصد مدينة (كريت)..جزيرة البحر المتوسط الهادئه حيث نشأت اول حضاره غربيه على الاطلاق وهى حضارة (المينو)،وعاصمة (كريت)الغابره التى كانت مزدهره منذ خمسة عشر قرناً هى (كنسوس)
وقد كانت جزيرة كريت مهداً لاحد ابشع  واشنع الكائنات الاسطوريه الاغريقيه على الاطلاق وهو (المينوتور)ذلك الوحش الدموى المخيف ، وكان هذا الوحش مزيجاً بين الانسان والثور  حيث كان يمتلك رأس ثور وجسد انسان وثمة روايات ضعيفه تقول ان الثور كان الجزء السفلى، المهم انه كان مرعباً ومخيفاً وكان يقتل كل من يجرؤ على الاقتراب منه
-اصل الاسطوره
تذكر الاساطير الاغريقيه ان المهندس المعمارى الموهوب (ديدالوس) انه اول من حاول الطيران فى التاريخ ، وانه ايضا اول من بنى (اللابيرنث)او المتاهه ،واللابيرنث فى الاغريقيه معناها (التيه) وهى عباره عن ممرات ومنحنيات متشابكه وشعاب معقده للغايه لا يستطع احد  يخرج منها..وكانت فكرة بناء التيه هى الفكره التى ساهمت فى التخلص من كارثه بيولوجيه حطت على الجزيره الهادئه
لقد كان لدى (مينوس) ملك كريت مخلوق مرعب ومخيف من تلك المخلوقات الشنيعه التى تذخر بها الاساطير الاغريقيه وكان يسمى بالمينو تور، وهو ابن الثور الكريتى الابيض الذى اهداه بوسيدون اله البحر والمحيطات الى الملك مينوس كتضحيه ،وشاءت الاقدار ان تقع (باسيفاى )زوجة الملك مينوس فى حب هذا الثور فأقامت معه علاقه وانجبت منه المينوتور، وقد ظن الملك انه يستطيع ان يحتفظ بهذا الوحش ليكون طوع امره ..الا انه كان مخطئا ،فقد استطار شر الوحش الى اقصى الحدود وبات يقتل كل من يقترب منه بأبشع الطرق
فما كان من الملك الا ان استنجد بالمهندس الاغريقى العبقرى ديدالوس الذى اشار على الملك ببناء التيه وتم احتجاز المينوتور فى هذا المكان ليركض بين ممراته عاجزاً عن الخروج، وصار هذا اللابيرنث  من اهم معالم كريت
الا ان المشكله لم تنتهى عند هذا الحد،وكانت المأساه لم تأتى بعد
واالمأساه بدات عندما فاز ابن الملك مينوس ببطولة الالعاب الاوليمبيه الاغريقيه فى اثينا وقام بالحصول على الكثير من الهدايا والجوائز مما جعل ابن ملك اثينا يستشيط حقداً وغضباً..فقام بأرسال بعض قطاع الطرق لكى يهاجموا ابن ملك كريت ويمزقوه ارباً
وكانت هذه الجريمه كافيه لكى يثور ملك كريت الذى علم ما حدث لأبنه بالتفصيل،فقام بتجيز جيشاً جراراً ليزحف به نحو اثينا ،وقام بذبح الكثير من الاثينيين بل ولم يكتفى بهذا فقام بحصار المدينه ليجبر جميع اهلها على الاستسلام، وقد كان هذا الحصار مرهقا بالنسبه لاهل اثينا فقد شح عنهم الماء والطعام لفتره طويله،  فما كان من (ايجوس) ملك اثينا الا ان ارسل الى مينوس ليعرض عليه الصلح
ولكن الاب المكلوم رفض الصلح وقال ان اثينا كلها لا تعوضه عن ابنه، لكنه قبل الصلح على ان يعود الى كريت ومعه سبعة فتيان اقوياء وسبع فتيات عذارى ليلقى بهم الى المينوتور
ولم يجد ملك اثينا الا ان يوافق على هذا العرض الذى سيتكرر كل عام  وفى روايات اخرى كل تسعه اعوام، والا فهى الحرب إن رفض
ومرت السنين واهل اثينا يدفعون هذه الضريبه الغاليه  ..الى ان ظهر (ثيذيوس)وهو ابن ملك اثينا من امرأه ريفيه ،الذى الح على والده ان يرسله الى كريت ليكون ضمن من سيلتهمهم المينوتور وبعد مجهود كبير اقنع ثيذيوس ابيه بان يذهب
وركب ثيذيوس السفينه مع رفاقه ، ماخرين البحر الى جزيرة كريت، ووصلت السفينه الى كنسوس ونزل منها ضحايا المينوتور ليلقوا مصيرهم البشع
-مقتل المينوتور
كان من الطبيعى ان يمر هؤلاء الضحايا على الملك ليرى كم هم شباب اقوياء وكم هن فتيات حسناوات ، لكن (اريادنى) ابنة الملك مينوس اعجبت كثيرا بالبطل الاثينى
ثيذيوس الوسيم مفتول العضلات  كشأن الابطال  الاغريق ،وقد وعدها انه سيتزوجها ان ساعدته فى التخلص من ذلك الوحش الدموى الذى يكون فى الاصل اخيها من جهة الام و تناست ان اخو ثيذيوس هو قاتل شقيقها ..فقررت ان تنقذه من براثن المينوتور، فقدمت له خيطاً طويلاً وسيفاً بتاراً
وفى لحظة دخول الضحايا الى اللابيرنث قام ثيذيوس بربط الخيط عند المدخل، ليعود مسترشداً به بعد ان يقتل المينوتور
وانتظر ثيذيوس حتى جن الليل وتسلل بين الممرات باحثاً فى حذر عن غريمه المرعب، وحانت المواجهه عندما وجد ثيذيوس الوحش نائماً فبادره بعدة طعنات قضت عليه واخمدت انفاسه الى الابد
ونجح ثيذيوس فى قتل المينوتور وعاد ليتزوج من ابنة الملك كما وعدها ويفر معها من جزيرة كريت ، وتقول بعض الروايات بانه بعد ذلك قد ذاق ذرعاً بابنة الملك مينوس الظالم واخت المينوتور القتيل التى ظلت تنغص عليه صفو حياته ،ففضل ان يتركها ويهرب الى بلاده وهى نائمه برفقه عدد من اصدقاؤه الناجين من المينوتور   ،
-المينوتور
مينوتور:(مينوس-توروس)وتعنى (ثور الملك مينوس) فى الاغريقيه ،وحش يبدو نصفه كإنسان ونصفه الاخر كثور
يعيش فى المتاهه التى بناها ديدالوس للملك مينوس ، كانوا يقدمون له سبعة فتيان وسبع عذارى ،الى ان قتله ثيذيوس
[قاموس (وبستر) الشامل]

-المينوتور فى علم النفس
يرى علماء النفس وبعض الشعراء ان المينوتور هو امتزاج للبهيميه والقوه والنبل فى النفس البشريه
ويقول علماء النفس ان الانسان ليس ببشراً كله ولا ثوراً كله بل هو مزيج بين هذا وذاك

والحقيقه ان اسطورة المينوتور قد اوجدت لنفسها مكاناً خاصاًبين جميع الاساطير الاغريقيه  ، وقد وردت تلك الاسطوره فى الكثير من الكتب المختصه فى دراسات الميثولوجيا الاغريقيه ، مما الهب خيال المؤلفين والكتاب والروائيين فقاموا بأخراج روائع عن تلك الاسطوره الشيقه