كم اجتذبتكم اجتذبتنا الحكايات عن المخلوقات
الاسطورية التى تحفل بها الاساطير التى يكون بعضها نصف انسان ونصف حيوان او طائر
وكذلك القصص الهندية والمصريه القديمة التى لاتزال صورها واضحة ومرئية على جدران
المعابد والقبور على سبيل المثال الاله انوبيس الذى يحمل رأس ابن اوى وجسم انسان
او الاله حورس
ولا تقتصر حكايات وقصص القدماء على
تلك المخلوقات بل تمتد حتى وقتنا المعاصر حيث نسمع من أن لاخر عن اكتشاف اثر مخلوق
عملاق او رؤية مخلوقات غامضة فى اعماق المياه .
ومن اهم انواع تلك المخلوقات ما يعرف (طائر الرخ) .
من اهم المخلوقات التى ذكرت فى
الاساطير الاغريقيه وفى قصص السندباد البحرى هو ذلك الطائر العملاق الشهير بالرخ .
وطائر الرخ هو طائر هائل الحجم يبلغ
طول جناحيه عشرة الاف متر وهو قوى للغايه ويقال انه قادر على حمل فيل عملاق بمخالبه
.
ويروى عن حكاياته ان رجلاً من اهل
الغرب سافر الى الصين واقام بها وبجزرها مدة طويله وعاد ومعه اموال كثيره واحضر
معه قصبه من جناح فرخ الرخ كانت تتتسع لقربة ماء وقال الرجل انه سافر مع بعض
البحاره فى احدى السفن والقت بهم الرياح على شاطئ جزيره عظيمه وواسعه فخرجوا من
السفينه ليتزودوا بالماء والحطب ومعهم الفئوس والحبال فشاهدوا فى الجزيره قبه
عملاقه بيضاء اللون تلمع فى اشعة الشمس فاقتربوا منها ليكتشفوا انها بيضه عملاقه
فاخذوا يضربونها بالفئوس وينهالون عليها بالصخور وجذوع الاشجار حتى انشقت عن فرخ
طائر الرخ فتعلقوا بريشه من جناحه وانتزعوها وقتلوه وحملوا جزء من لحمه ووضعوه على
الجمر واكلوا منه وصعدوا الى السفينه التى انطلقت بهم فى عرض البحر ، وكان من
بينهم بعض الشيوخ ذوى لحى بيضاء وعند الصباح وجدوا لحاهم قد اسودت ، وفجاءه جاء
الرخ الذى اكتشف ان البيضه قد كسرت وان الفرخ قد قتل فاخذ يصرخ بصوت عال يصم
الاذان وطار ليلحق بالسفينه لينتقم من البحاره وقام بحمل بعض الصخور العملاقه وقام
برميها على السفينه ليغرقها ولم ينجو منها الا ذلك الرجل الغربى طائر الرخ فى
اساطير الاوليمب كما ذكر طائر الرخ فى الاساطير الهة الاوليمب عندما نقل بروميثيوس
سر النار الى اليشر فاراد زيوس كبير الالهه الاغريقيه معاقبته فعلقه بين جبلين
وكلف طائر الرخ بان يلتهم كبده كل يوم حقيقة طائر الرخ .
- اراء ونظريات العلماء
يزعم بعض المؤمنين بوجود الرخ انه انقرض
في القرن السابع عشر وكان من فصيلة العقبان الكبيرة ، وقد عثر على بيضه في جزيرة
مدغشقر (قرب قارة إفريقيا شرقاً في المحيط الهندي) وكان حجم البيضة بحدود 30 سم
طولاً ، وأخبار هذا الطائر العملاق كثيرة في المؤلفات العربية ، ومنهم العالم
العربي (داود الأنطاكي) المتوفى 1005ه وقد وصفه كما يأتي قال :
الرخ طائر منه ما يقارب حجم الجمل وارفع منه
وعنقه طويل شديد البياض مطوق بصفرة .. وفي بطنه ورجليه خطوط غبر .. وليس في الطيور
أعظم منه جثة .. وهو هندي يأوي جبال سرنديب .
ويقال : انه يقصد المراكب فيغرق
أهلها .. ويبيض في البر فتوجد بيضته كالقبة .. وتجد كلاماً عن الرخ في عجائب الهند
وألف ليلة وليلة ورحلة (ابن بطوطة) و(تحفة الدهر للدمشقي) و(ابن سيدة) وغيرهم ..
وذكر الدمشقي انه كان يؤتى بريشه إلى عدن .. وهذا الطائر لم يعد له وجود الآن وقد
أضفى عليه القدماء كثيراً من الصفات الخرافية .. وذكره أيضاً الشيخ (كمال الدين
محمد بن موسى الدميري) المتوفى 808ه/1405م في كتابه (حياة الحيوان الكبرى) حيث
بالغ في وصفه عندما اعتبر ان طول جناحه الواحد عشرة آلاف باع (أي عشرين كيلومتراً)
.. وكذلك ما ذكره من بيضته التي يصل قطرها إلى خمسين متراً .. اما أصل ريشة الطائر
فقد ذكر أنها تسع قربة ماء ، وهي دلالة حقيقية على عظم حجم الريشة وبالتالي عظم
الجناح ثم عظم الطائر واصل الريشة له وجود حقيقي وكانت بحوزة احد التجار الرحالة
من المغرب وأجريت عليها تجارب كثيرة ووجد أنها تسع قربة ماء كاملة .
كما يقول د.(علي السكري) من جامعة القاهرة بمصر:
كما يقول د.(علي السكري) من جامعة القاهرة بمصر:
نحن أمام طائر عملاق حقيقي كان
موجوداً في جزر بحار الصين والهند في العصور الوسطى ولم يعد له وجود الآن .. وقد
بالغ الأقدمون كثيراً في وصف حجمه وقدرته كما بالغوا في وصف بيضه وأفراخه (حتى
انشقت البيضة عن فرخ كأنه جبل) ويعزى إلى لحمه انه يزيل الشيب ويرجع الشباب .. هذا
الطائر يدخل ضمن مجموعة الحيوانات الغريبة الضخمة التي عاشت على وجه الأرض فترة من
الوقت إلى ان زامنت بوجودها وجود الإنسان حتى العصور الوسطى ثم تعرضت للانقراض .
وبعض العلماء يؤكدون ان الرخ طائر عملاق كان له وجود حقيقي وان بالغ الأقدمون كثير في وصفه .. وانه كان يعيش في جزر وبحار ومحيطات الهند والصين ، وهو ضخم الجناحين كبير الريش لونه داكن يميل إلى السواد ، بيضه كبير وأفراخه كبيرة كذلك، وهو طائر قوي مفترس ، لحمه يبعث الحيوية في جسم الانسان .. وكان هذا الطائر يعيش بمناطق نائية مهجورة فسيحة بربع الكرة الأرضية الجنوبي الشرقي حيث كانت هذه المناطق خالية من العمران ومن العوائق الطبيعية وبالتالي تشكل مجالاً ملائماً لحركة وطيران هذا الطائر العملاق .. كذلك فان هذه البحار كانت تمد الطائر بغذاء وافر من الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى وتشارك الجزر الكبيرة في هذه البحار بمده بأنواع أخرى من الغذاء الأرضي الكثير .. والدراسات العلمية المعاصرة حول هذه الطيور العملاقة كالرخ وغيره تشير إلى ان بعض أنواعها ظل باقياً حتى الزمن الحديث أي عاصرت الوجود التاريخي للإنسان .
والرخ نوع من المخلوقات المثيرة مثل الزواحف الضخمة والديناصورات البرية والطيور العملاقة التي ظهرت على سطح الأرض وخلال أحقاب الزمن الجيولوجي .. ويظن العديد من علماء الأحياء ان معظم هذه الكائنات الضخمة انقرضت لعدم ملائمتها للبيئة.لذا فانه لا يمكن معرفة اذا كان هذا الطائر المحير للالباب وهم ام حقيقه لان العلم وحده الكفيل بإماطة اللثام بشكل واضح وشفاف عن وجود طائر الرخ .
- مواجهه مع ابن بطوطه .
وفيما يلي وصف لهذا الطائر ورد في
احد كتب الرحالة العرب المهمين والمشهورين هو (ابن بطوطة) المتوفى 779ه/1377م الذي قال عنه :
ولما كان اليوم الثالث والأربعين ظهر لنا بعد
طلوع الفجر جبل في البحر بيننا وبينه نحو عشرين ميلاً ، والريح تحملنا إلى صوبه ،
فعجب البحارة وقالوا : لسنا بقرب البر ولا يعهد في البحر جبل وان اضطرتنا الريح
إليه هلكنا .. فلجأ الناس إلى التضرع والإخلاص وجددوا التوبة وابتهلنا إلى الله
بالدعاء وتوسلنا بنبيه (صلى الله عليه وسلم) ، ونذر التجار الصدقات الكثيرة
وكتبتها لهم في زمام بخطي ، وسكنت الريح بعض سكون .. ثم رأينا ذلك الجبل عند طلوع
الشمس قد ارتفع في الهواء وظهر الضوء فيما بينه وبين البحر .. إن الذي تخيلناه
جبلاً هو الرخ وأن رآنا أهلكنا .
ووصف ابن بطوطة لهذا الطائر العملاق
يؤشر انه ضخم بما يؤدي الى حجب ضوء الشمس لان لونه داكن وغالباً اسود اللون فلما
ارتفع في الهواء أي ابتدأ الطيران ظهر الضوء مرة أخرى .
ولضخامته هذه تخيلوه جبلاً رغم ان
المسافة الفاصلة بينهما نحو عشرين ميلاً وبعد تمحيص الكثير من المؤلفات العربية
القديمة التي ذكرت ووصفت هذا الطائر الضخم تتوضح لنا أمور حقيقية عنه حفلت بالكثير
من المبالغات حوله والقصص
- اكتشاف هام جداً
يتوقف الانجليزي (جون فيلبي) أثناء توغله في صحراء
الربع الخالي باحثاً عن اثار النعام العربي المنقرض عند طائر الرخ العربي الذي
يتردد اسمه في الملاحم العربية والذى ورد ذكره فى الاساطير القديمه .. ذلك الطائر
العملاق الذي انقرض منذ مئات السنين ولم يبق له اثراً الا قشور البيض في صحراء
الربع الخالي والتي التقطها الرحالة ليحملها معه إلى مختبرات انجلترا مشيراً إلى
ان النعام العربي اختفى حينها من الربع الخالي ولم يبق منه الا القليل في شمال
الجزيرة .. وقد عثر في اماكن عديدة في الصحراء على شظايا من قشرة تفقيس النعام
وأخرى صقلتها الرياح والرمال ربما تمثل بقايا من عصور ما قبل التاريخ ، ليفاجئ بأن
الدكتور (لو) من المتحف البريطاني قد اكتشف بين المجموعة التي احضرها معه شظية
يعزوها ليس للنعام العادي انما إلى سليل قديم يقال له (السامورنيس) أو طائر الرخ
نفسه الذي يرد ذكره في الملاحم العربية .. وعثر ايضاً في وسط الصحراء لاحقاً على
قشرة أخرى مهشمة ولكنها مكتملة .
والسؤال هو:
هل يعد هذا الاكتشاف دليلاً قوياً
على وجود طائر الرخ ؟
- كلمة العلم وراى المشككين .
ابتداء من القرن التاسع عشر بذلت
محاولات علميه للبحث فى اصل اسطورة طائر الرخ وذهبت بعض التفسيرات ان اصل حكاية
الرخ هو نوع من التضخيم والتهويل الذى قام به خيال القدماء لصورة طائر النسر بحجمه
وقوته وقدرته على حمل فيل ضخم بمخالبه والتحليق به .
كما يعتقد بعض العلماء ان الاسطوره
نشأت فى افريقيا حيث كان الناس يرون طائر النعام الضخم غير قادر على الطيران فاعتقدوا
انه فرخ صغير له ابوان اكبر بكثير .
المقالة فى منتهى الروعة ولكن انصحك بتكبير الخط فى المرة القادمة.
ردحذف