الجمعة، 28 أكتوبر 2016

لغز أهرامات الجيزة

إعداد / عطية ابو خاطر
أهرامات الجيزة هي أحد أعظم الألغاز التي واجهت البشرية منذ مطلع الحضارة، إذ تحوي أسرار مذهلة لا يصدقها عقل، خصوصاً تلك التي تتعلق بالهرم الأكبر (خوفو) والذي ترتبط به حقائق فلكية ورياضية مدهشة جمعها الفلكي الأسكتلندي (تشارلز بياري سميث) في كتابه الشهير (ميراثنا عند الهرم الأكبر) عام 1864.



ومن العلاقات الفلكية المدهشة المرتبطة بالهرم الأكبر، أن ارتفاعه مضروب بمليار يساوي المسافة بين الأرض والشمس !!

 في حين أن المدار الذي يمر من مركزه يقسم قارات العالم إلى نصفين متساويين تماماً !!

 ونجد أن أساس الهرم مقسوماً على ضعف ارتفاعه يعطينا العدد (لودوفالشهير (3.14) والموجود في الآلات الحاسبة !!

أما أركان الهرم الأكبر فتتجه إلى الجهات الأصلية الأربع (شمال- جنوبشرق- غرب) في دقة مذهلة حتى أن العلماء ولفترة طويلة من الزمن كانوا يعتقدون أن هناك خطأ في أركان الهرم يتمثل بوجود زاوية انحراف ضئيلة عن الجهات الأربع الأصلية ولكن بعد اكتشاف الأجهزة الإلكترونية الحديثة للقياس، ثبت أن زوايا الهرم الأكبر هي الأصح والأدق، وأن علماء العصر الحالي كانوا على خطأ !!.

وعندما درس علماء الآثار الأهرام المصرية وجدوا فيها العديد من الأمور الغريبة و المدهشة في نفس الوقت وممكن تلخيصها في عدة نقاط وهي :

1- الجهات الأربع لهرم خوفو يتجه الى الجهات الرئيسيه الأربع – كما ذكرنا سابقاً - بشكل غاية في الدقة تفوق دقة اتجاه بعض المراصد العالمية .

2- لو اخذنا المسافة بين هرم خوفو ومدينة بيت لحم وقسمناها على الف سيكون الناتج 2138 وهو عدد السنين التي سبقت ميلاد النبي عيسى عليه السلام اثناء بناء الأهرامات .

3- نسبة مجموع وزن حجارة الهرم الى كتلتها يماثل نسبة مجموع وزن الأرض الى كتلتها .

4- الظل الساقط من هرم خوفو يتحرك في كل يوم مقدار درجة واحدة (بسبب انتقال موقع الشمس الظاهري في كل يوم مقدار درجة واحدة), ولو حسبنا مقدار هذه الدرجات لوجدنا ان الظل يكمل 365 مرة في السنة وهو عدد ايام السنة الشمسية .

5- يمثل الأهرامات الثلاثة بنسب بناؤهم والمسافات بينهم بدقة تطابق مذهلة مجموعة النجوم المسماه  "الملوك الثلاثة The Three Kings" الموجودة في "حزام أورايون Orion's belt " (كما نرى في هاتين الصورتين)

وللدقة فإن هذه النجوم لم تكن في تلك المواضع بالنسبة للأهرامات في الفترة التي تم افتراض بناء الأهرامات فيها 3000 عام قبل الميلاد, بل كانت في هذه المواقع بدقة مطلقة منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد قبل اي تاريخ مسجل لوجود البشر على الأرض .. .. بل ويتطابق البناء الهندسي الداخلي للهرم الأكبر مع الأبراج السماوية والنجوم ليحتوي المزيد من أسرار الكون والفضاء

فما هي الأدوات الهندسية والفلكية التي استخدمت لتلك المقاييس الدقيقة ؟!!
وأين ذهبت ؟!!
 لا أحد يعلم ..

 وهناك لغز آخر يتمثل في كيفية بناء الهرم الأكبر، إذ يتكون من ثلاثة ملايين حجر محكمة الرصف والضبط إلى حد نصف المليمتر، ولا ينفذ منها الماء أو الهواء إطلاقاً على الرغم من عدم استخدام الإسمنت أو أي مواد أخرى في رصف تلك الأحجار كما هو الحال في زمننا الحالي !!

فكيف تم رفع تلك الأحجار العملاقة التي يزن الواحد منها أكثر من 2.5 طن ومن ثم وضعها في المكان المناسب بكل دقة مع مراعاة القواعد الهندسية والفلكية - التي ذكرناها في البداية - ودون أن يقع خطأ واحد ولا حتى جزء من الألف لهذا الصرح العملاق الذي يزن أكثر من ستة ملايين طن ؟!!

وهذا الأمر ينطبق تماماً على هرم الفرعون (من كاو رع) الشهير بـ (منقرع) -  وهو أصغر أهرامات الجيزة - والذي يحوي بدوره سراً مذهلاً، فقد لاحظ علماء الآثار أن هذا الهرم يحوي فجوة دائرية صغيرة لا يتجاوز قطرها 20 سم، وبعد دراسة عميقة لسبب وجود تلك الفجوة تبين أنها تسمح لأشعة الشمس بالدخول يوماً واحداً فقط في السنة، وعلى قبر الفرعون (من كاو رع) تماماً، والأعجب من ذلك ان هذا اليوم يصادف عيد ميلاد الفرعون !!

وقد ذكر البعض أن الفراعنة قد أجبروا مئات الألوف من الشعب على بناء تلك الأهرام، إلا أن ذلك لا يوضح أبدا الدقة المذهلة في بناء الهرم الأكبر وهرم الفرعون (منقرع)، علماً بأنه لا يوجد دليل واحد حتى الآن يؤكد على أن العنف والقهر والاستبداد هو الذي دفع الشعب ليبنى الأهرامات، وما يثير الدهشة أن هناك دراسات عديدة يؤكد من خلالها الباحثون أن (خوفو) ليس صاحب الهرم الأكبر على الرغم من أنه يحمل اسمه !!

 ويستند الباحثون بذلك إلى المخطوطة الأثرية البالغة القدم والموجودة في مكتبة (اوكسفورد) البريطانية التي يذكر بها المؤرخ العربي (المسعودي) أن الهرم الأكبر قد تم تشييده في عصر الملك (سوريد) أحد ملوك مصر قبل الطوفان، وانه قد أمر الكهنة بأن يضعوا في قلب الهرم كل الأسرار الكونية التي يعرفونها حتى لا تندثر مع مرور الزمن، وهذا يعني أن الهرم الأكبر قد بني قبل أن يولد (خوفو)، بل وقبل نشأة الحضارة المصرية بأكملها طبقاً لما ورد في تلك المخطوطة !!

 ويجد الباحثون ميلاً كبيراً لتصديق تلك المخطوطة، إذ ليس من المعقول أن مليونين وستمائة ألف كتلة صخرية قد تم قطعها من المحاجر ونحتها ونقلها إلى مكان البناء في عصر رجل واحد، فلو أن بناة الهرم الأكبر استخدموا أعظم تقنية موجودة في ذلك الوقت وأنشط عمل يتصوره العقل، لانتهوا من بناء هذا الصرح الضخم في ستمائة وأربعين عاما - كما قدر الخبراء - ولا يمكن أن يكون (خوفو) قد عاش كل هذه الأعوام، لذلك فيرجح عدد كبير من الباحثين أن (خوفو) قد زيف التاريخ لحسابه ليضيف إلى أمجاده مجداً وهمياً


والواقع أن اغرب ما تم اكتشافه بخصوص أهرامات الجيزة حتى الآن لم يكن في مصر بل في أمريكيا اللاتينية .. من خلال حضارة (المايا) البالغة القدم والتي بلغت من العلوم في عصرها شأناً كبيراً عندما رصدت حركات الشمس والقمر والنجوم وأهدت للعالم الكاكاو والفانيليا والذرة، حيث توجد دلائل أثرية تشير إلى أن تلك الحضارة كانت تقدس الحضارة المصرية كثيراً وتعتبرها أحد أعظم حضارات الأرض، وهناك اكتشاف مثير جداً وبالغ الغرابة يعود فضله إلى أحد العلماء الأسبان الذي عثر على جدران أحد المعابد الأثرية التابعة لحضارة (المايا) نقشاً يعود ألى أكثر من 25 قرناً من الزمان ويمثل صورة من الجو تحدد منطقة أهرامات الجيزة بدقة مذهلة !!

ويؤكد العلماء أن نقشاً بهذه الدقة لا يمكن أن يرسم إلا إذا كان من نقشه قد رأى الأهرامات من الجو بالفعل !! وهذا الأمر بالذات يعتبر لغزاً شديد التعقيد لا زال يحير العلماء كثيراً !!

كما أن هناك تساؤلات عديدة بشأن الشكل الهرمي نفسه والذي تبين لعلماء العصر الحديث أنه أنسب الأشكال لحفظ الجثث من التعفن، فقد تبين أن المجسم الهرمي يعتبر مكاناً مناسباً للحفاظ على البيض، وعلى الصفار أيضاً، فللشكل الهرمي خاصية مميزة تضفي شيئاً من القوة على كل من يتواجد في مركزه نظراً لقدرة الشكل الهرمي على تجميع الأشعة الكونية في شكل طاقة، فاللحم -  على سبيل المثال - لا يفسد أبداً عندما يوضع داخل الهرم، وأمواس الحلاقة تزداد حدة، وقد توصل الفراعنة الى هذه الحقائق قبل أن يتوصل اليها علماؤنا بآلاف السنين !!

ويعترف علماء الآثار أن هندسة الأهرامات المصرية من الداخل ليس لها مثيل في العالم على الإطلاق ..

فلماذا وجدت هذه الدهاليز الطويلة العالية في الأهرامات ؟!

ولماذا وجدت تلك الغرف الداخلية التي لا تشبهها أي غرف في أي مكان في العالم ؟!

ويرى العديد من العلماء أن الهرم الأكبر - على وجه التحديد - يحمل للجنس البشري رسالة كونية لم يُدرك محتواها جيداً حتى الآن !!

كما يرى هؤلاء العلماء أن أهرامات الجيزة أعظم بكثير من أهرامات المكسيك بسبب الحقائق الرياضية والفلكية المدهشة المتعلقة بها والتى ذكرناها سابقاً، ولا ننسى ما ذكره العالم الكبير (الفاريز) الحاصل على جائزة نوبل عندما قال عند زيارته لأهرامات المكسيك :
"هذه الأهرامات لا تهزني كثيراً، ولكن تلك التي تقع على حدود الصحراء عند الجيزة، فهذه هي المعضلة "

ولا ننسى ما قاله المؤرخ الإغريقي (هيرودوت) عن الكهنة المصريين الذين ذكروا له أن في الهرم الأكبر سر الكون، سر جاء من الزمان البعيد، وسوف يبقى الى نهاية الزمان .

والسؤال هنا
ماهو ذلك السر الغامض وراء اهرامات الجيزة ؟

هل يملك احدكم إجابة لهذا السؤال

المصدر


- كتاب (خلف اسوار العلم)

هناك 9 تعليقات:

  1. Redmoon Wissam

    أستاذي الغالي قرأت مرة في معرض نقد نظريات الإعجاز الهندسي للأهرامات ان العلماء عندما توصلوا في حساباتهم لأبعاد الهرم الى الرقم فاي تجاهلوا طبقة الكسوة الخارجية للهرم والتي تأكلت عبر الزمن ولم يحسبوا أبعادها مع حسابتهم لأبعاد الهرم وبالتالي فأضافة هذه السماكة في الحسابات سيغير الكثير من نتائجها وبالتالي يلغي وجود الرقم فاي ضمن حسابات أبعاد الهرم حسب نظرية منتقدي الإعجاز الهندسي للهرم

    ردحذف
  2. لقد اثرت نقطة مهمة .. لكنني شخصياً لا اعتقد ان العلماء قد اغفلوا تلك الفرضية .. ولا تنسى ان هناك اجزاء من الطبقة الخارجية لاتزال موجودة ولم تنال منها عوامل التعرية بعد

    ردحذف
  3. Redmoon Wissam

    وانا معك في ذلك لكن السؤال الذي الذي فعلا لم أجد له جوابا هو أين قصور الفراعنة ولماذا لا نجد لها أثرا الآن

    ردحذف
  4. يقال انه وحتى عهد قريب كان هناك الكثير من القصور الفرعونية في مدينة الاقصر التي سميت بذلك الاسم بعد الفتح الاسلامي لكثرة القصور الفرعونية .. ويقال ان الفراعنة لم يكونوا مهتمين ببناء القصور بقدر اهتمامهم بتشييد المعابد والقبور .. وان قصور الفراعنة وبيوت السكان كانت تبنى من الطوب اللبن ، باعتبارها ليست للأبدية . لهذا لم يبقى من قصور الفراعنة شيئا يذكر بسبب عوامل التعرية .. في حين بقيت المعابد والقبور التي كانت تبنى بالحجارة لذلك ظل الكثير منها متماسك

    ردحذف
  5. سلام الحجيمي

    الحقيقة مجرد النظر لهكذا بناء لغز محير فما بالك بما ذكرت .. شكرا للمعلومة الجميلة

    ردحذف
  6. احمد ابو المنذر

    معلومات قيمة
    شكرا لك أستاذ عطية أبو خاطر

    ردحذف
  7. ابراهيم قرطيش

    معلومات رائعة شكرا للاثراء

    ردحذف
  8. ابو ليليث

    اتمنى ان تعمل بحث مفصل عن "ليليث"

    ردحذف
  9. هناك مقال تفصيلي في المدونة تم نشره مسبقاً في موقع ماوراء الطبيعة عن (ابنتك) ليليث

    ردحذف

شارك بالنقاش عبر كتابة تعليقك