إعداد / عطية ابو خاطر |
من
أكثر الشخصيات غموضا على الاطلاق، وهو في نفس الوقت اعظم عبقرية في تاريخ مصر
القديمة .. فقد ظهر الحكيم إمحوتب بشكل مفاجئ ومجهول في التاريخ الفرعوني القديم
بعقلية جبارة فذة أذهلت كل الذين عاصروه، حتى انهم اعتبروه إله المعرفة، واقاموا
له ألوف التماثيل - يوجد في متحف اللوفر فقط خمسون تمثالا له - حتى ان الاغريق
والرومان قد عبدوه فيما بعد .
لقد
كان إمحوتب نابغة في فن العمارة والنحت وفي معظم فروع الطب، حتى انه اخترع عشرات
العقاقير الطبية من الأعشاب، كما اخترع للفراعنة الحبر الأسود، بل ويقال انه هو
الذي اخترع الكتابة والتقويم الفلكي، وقد نسبت اليه فكرة تصميم الهرم، الا ان تلك
النظرية غير مؤكدة بل وتوجد بعض الدلائل التي تفندها.
كان
لظهور إمحوتب أثر كبير في تطور العمارة الفرعونية بشكل كبير، فظهر بسبب براعته في
فن العمارة: الهرم المدرج في هضبة سقارة ، بدلاً من مباني العصور القديمة المكونة
من الحجر والخشب. لم يكن إمحوتب بانيا للأهرامات والمعابد فحسب ، وهذا ما أدركه
الكهنة الذين أذهلتهم عبقرية إمحوتب في العديد من المجالات فكان يملك الكثير من
المعرفة في الطب حيث ألف مخطوطات بردية للعلاج وكان على علم في فن التحنيط وعلم
التشريح بالإضافة لمعرفته الكبيرة في علم النجوم .. قام إمحوتب باختراع الكثير من
العقاقير الطبية كما أنه أسس مدرسة لتعليم الطب في مدينة ممفيس المصرية ، والتي
أصبحت بعد موته مقرًا لعبادته .. كذلك قام بتوحيد الآلهة المصرية بإله واحد .
وقد
عاش إمحوتب حياة حافلة بالنشاطات المختلفة، فقد كان من مناصبه :
1-
وزيرا في عهد الملك زوسر
2-
طبيبا
3-
مهندسا معماريا
4-
حكيما وكاتبا
5-
كبير القضاة
6-
فلكي
ومن
القابه "المشرف على كل الأشغال الملكية او "رئيس المعماريين في مصر
العليا والسفلى نعلم مكانته العظيمة في عالم التشييد والبناء .
وبسبب
عبقريته الفذة حصل إمحوتب على عدة وظائف في قصر الملك فقد كان المشرف العام على
ادارة القصر والانشاءات الملكية بل واصبح فيما بعد وزيرا مع العديد من الامتيازات
الاخرى التي كانت مقتصرة فقط على الفراعنة «الطبقة الحاكمة» والتي لم يكن يحلم بها
احد في ذلك الوقت .
ثم
اختفى فجأة، اختفى ولم يعد التاريخ الفرعوني يتحدث عنه اطلاقا ولم يعثر الباحثون
على قبره حتى يومنا هذا، والأمر الذي زاد من حيرة علماء المصريات في سيرة إمحوتب
هو اسمه، اذ يعني في اللغة الفرعونية (الذي جاء في سلام) فمن أين جاء والى اين ذهب لا احد يعلم .
-
فرضية ان إمحوتب هو نفسه النبي يوسف عليه السلام
هناك
فرضية طرحها بعض الباحثون ترجح ان إمحوتب هو نفسه النبي يوسف عليه السلام الذي عاش
ومات في مصر وكان يتقلد عدة مناصب عليا في الدولة .. يعتمد الباحثون لهذا التصور
على أن هناك مجاعة كبرى سجلتها البرديات الفرعونية، حلت بمصر وفلسطين وبلاد الشام
في عصر الملك زوسر واستمرت لسبع اعوام .. ويقال ان إمحوتب كان قد قام بتأويل رؤيا
الملك زوسر بأن مجاعة تضرب مصر تستمر لسبع سنوات .. وهذا ما يتفق ورؤية يوسف التي
ذكرها القرآن الكريم .. كما ان الكثير من صفات النبي يوسف عليه السلام تطابق صفات إمحوتب
.. فقد كان يوسف عليه السلام عالم وعارف بالكثير من العلوم وكذلك كان إمحوتب ..
كان يوسف عليه السلام متواضع وذكي وصادق ومخلص وكذلك كان إمحوتب .. وقام يوسف عليه
السلام بتوحيد الالهة المصرية في إله واحد وكذلك فعل إمحوتب .
كما
ربط هؤلاء الباحثون بين اللغط الدائر حول جثة النبي يوسف عليه السلام حتى الآن
وبين اختفاء جثة أمحوتب ..
وقد
ذكر الأثرى المصري الدكتور زاهى حواس في أحد مقالاته عن حياة نبى الله يوسف في مصر،
إذ يؤكد أن الأدلة التاريخية تشير إلى أن لقب " ملك" أو " نيسو
" باللغة المصرية القديمة، كان يطلق على الحكام المصريين حتى بداية عصر
الدولة الحديثة حيث اصبح حاكم مصر يطلق
عليه "فرعون" أو "برعو" أي ساكن القصر العظيم .. لافتا إلى أن
هذا لا يتعارض مع النص القرآنى الذي ذكر لقب " ملك " وليس "فرعون
" كما هو الحال في قصة سيدنا موسى في القرآن الكريم .
مع
ذلك يبقى تاريخ إمحوتب غامض من حيث ظهوره واختفائه، فعلى الرغم من الإبداع الفني
الذي أحدثه في العمارة واكتشافاته الطبية العديدة، نجده يختفي بشكل غريب وغامض جدا
من التاريخ الفرعوني بحيث لم يعد يذكر أي شيء عنه وكأنه لم يكن موجودا من قبل .
نزار العجمي
ردحذفمساء الخير وشكرا علي المعلومة
Redmoon Wissam
ردحذفشكرا ياصديقي انك اشرت لي في هذا البوست الشيق
الناجي الخطابي الناجي
ردحذفشكرا علي هذه المعلومة القيمة
ابراهيم نيوتن
ردحذفمشكور على المعلومة
Eva Deayr
ردحذفجميل و لكن الغريب امحوتب كان دوما رمزا للشر و الرغبة بالسيطرة ع السلطة و الخيانة حسب ما اتذكر ربما قرات معلومات خاطئة ليس الا
Mohanad Zobair
ردحذف(جميل و لكن الغريب امحوتب كان دوما رمزا للشر و الرغبة بالسيطرة ع السلطة و الخيانة حسب ما اتذكر ربما قرات معلومات خاطئة ليس الا)
دي بعض المعلومات المغلوطة اللي قدمها الغرب عنه بدون دليل قاطع
ابراهيم قرطيش
ردحذفمقالة رائعة شكرا استاذ عطية ارجو البقاء على هذا النسق في المنشورات و الاشارات لنا
خالد سالم
ردحذفالنبي ادريس هو من علم الناس الكتابه ولبس المخيط ويقال انه ربما هو الاله اوزوريس حيث جعله الفراعنه اله..كتاب الخلق يشبه كثيرا قصة الخلق في القران وكذلك اسماء الالهة تشبه اسماء الانبياء كنوح وادم
Mohanad Zobair
ردحذفالنبي ادريس يسمي عند الفراعنة أخنوخ وكتاب الخلق هي سبعة أسفار ضمن ٥٠ سفر تم انزالهم عليه وسميت صحف إدريس وهناك نسخة مترجمة كاملة لها في مكتبة الاسكندرية
الفيتوري مصباح
ردحذفافتقدك
شكراً عزيزي .. وانا والله افتقدكم جميعاً اعزائي.. لكنني عدت بعد فترة غياب تلقيت فيها العديد من الصدمات ولم اخرج منها إلا بذكريات اليمة تطاردني دوماً .. لكن اتمنى ان يكون القادم افضل إن شاء الله
ردحذف