- اسطورة لاميا

بقلم / عطية ابو خاطر

عندما تعمقت في دراسة الاساطير الاغريقية اثار انتباهي ان الاغريق بخلاف بقية الشعوب كانوا يبالغون في إظهار المثالب وإضفاء صفات الضعف البشري على الهتهم .. خاصة (زيوس) كبير الهة الاوليمب الذي نال النصيب الاوفى من تلك الصفات .. حيث نجده في كل الاساطير التي ورد ذكره فيها في صورة زير نساء ولديه هوس بالنساء الفانيات البائسات

بائسات لانهن سيقعن ضحايا لقسوة (هيرا) زوجة (زيوس) القوية والمتسلطة التي تغار على زوجها بشدة .. والويل لمن يحبها (زيوس) من الفانيات

ستلحق بها (هيرا) اسوء اللعنات ومن ثم تتركها تعاني للابد

ومن ابرز ضحايا شهوة (زيوس) وغيرة (هيرا) الفتاة الحسناء (لاميا) التي كانت ملكة ليبيا حسب الاسطورة .. والتي كالعادة لمحها (زيوس) فهام بها حباً .. مما اشعل نيران الغيرة في قلب (هيرا) التي لا تجرؤ على الانتقام من (زيوس) الذي يخونها دوماً .. فأنتقمت من (لاميا) بأن قامت بقتل اطفالها من زوجها الادمي ثم حولتها الى وحش مخيف يتغذي على الدماء البشرية .. كما سلطت عليها اشباح اطفالها القتلى وجعلتها غير قادرة على اغلاق عينيها حتى تطاردها اشباح اطفالها للابد

إلا ان (زيوس) الذي لا ندري لما يخشى زوجته ولا يستطيع ردعها رغم انه اقوى سكان الاوليمب .. قد حاول تخفيف عذاب (لاميا) بأن جعلها قادرة على انتزاع عينيها متى ارادت 

ولان (لاميا) تحولت الى مصاصة دماء فقد اعتادت على قتل الاطفال وامتصاص دمائهم لكي تلحق العذاب بالامهات الاخريات انتقاماً لما حل بها

ولا توجد اوصاف دقيقة لشكل (لاميا) المخيف .. الا ان بعض الروايات تصورها كوحش  له وجه امرأة وذيل ثعبان وحسب تلك الروايات اصبحت (لاميا) من الالهة الاغريقية حيث تعتبر ربة الثعابين .. كما تعتبر الوجه الأول والاقدم لمصاص الدماء

وقد لاحظ العديد من الباحثين ودارسين الميثولوجيا بشكل عام ان هناك ارتباط قوي واوجه تشابه عديدة بين (لاميا) و (ليليث) في الاساطير السومرية  

جدير بالذكر ان تلك الاسطورة كغيرها من الاساطير الاغريقية كان لها تأثيراً على العديد من الادباء والشعراء المعاصرين .. من هؤلاء الشاعر (جون كيتس) الذي كتب ديوان بعنوان (لاميا) .